خمس حكايات قصيرة جدًّا عن انكسارات القلوب
(*)
تأليف: مات لايبيل Matt
Leibel
ترجمة: محمود راضي
الزوجان الخارقان:
حين انفصل الزوجان
الخارقان، تنازعا حول مَن سيستبقي أي من القوى الخارقة.. أراد هو قوة الاختفاء، وجادل
محاميه بقوة أنه كان خفيًّا أغلب فترة الزواج.. وأرادت هى القوة المفرطة على أساس أنها
استخدمتها لتحمل السنوات الخمس اﻷخيرة.. تفاوضا على اقتسام السفر عبر الزمن: حاز هو
الماضي، وهي المستقبل.. لن يتوجب عليهما أبدًا أن يكونا "حاضرين" ﻷجل أحدهما
الآخر ثانية.
بازل:
مر رجل بعلاقة
مريعة، هشمته إلى قطع، 500 قطعة على وجه الدقة.. واﻵن أعيد تعبئته على هيئة بازل لحلَّالي
اﻷحجيات المتقدمين في عمر الثامنة فما فوق، حين تجمّع شتاته من جديد، ستُكافأ بصورة
رجل مع ظهور كل تصدعاته وتشققاته ظهورًا جليًّا.. في بعض إصدارات البازل حين تضع القطعة
اﻷخيرة في محلها، يبدأ الرجل في ذرف دمعة منفردة على شكل قطعة بازل.
مدينة الأحباء السابقين:
حمَّلَت تطبيق
الانفصال على هاتفها المحمول.. وهو مصمم للموظفين العُزَّاب المشغولين الذين لا وقت
لديهم للعلاقات، وممَن يفضلون التجاوز وصولًا للنهاية المريرة.. خلال شهر، انفصلت عن
أربعمئة شريك عاطفي.. لم تعرف أسماءهم أو هيئاتهم الشكلية.. لكن يا لها من وحدة أن
تسير عبر مدينة من اﻷحباء السابقين.. ممن سيصيرون غرباء تشاركت معهم للحظة وجيزة كودًا
حاسوبيًّا إن لم يكن شيئًا آخر.
هزيمة باللغة:
قال لها:
"أنتِ مدهشة!"
سألت: "ما
المدهش للغاية بخصوصي؟"
قال مرتبكًا:
"كل شيء.. فحسب".
قالت: "هذا
ليس فائق التحديد، وعلى كل حال فإن كلمة "مدهشة" مُفرط في استخدامها حد اﻹجرام".
اعترف: "أنا
لست جيدًا في التوضيح".
ردت: "حسنًا،
قد تكون هذه مشكلة".
أضاف: "أنتِ
غير معقولة!"
تُركت هذه الكلمة
عالقة في الهواء لوهلة حتى حلقت بعيدًا بشكل مدهش.
شقاق:
في هذه المدينة،
توجد مليون نافذة.. وراء كل منها قصة.. يمكن للقصص أن تصير أي شيء، حتى القصة التي
تصير فيها النافذة هى البطل.. أو حين يقع رجل في الحب مع نافذة، ثم يسقط بعد وقوع شقاق
بينه وبين النافذة، وتصير النافذة أرملة.. أو ربما توجد فحسب قصة واحدة: كل منا محدق
خارج نوافذنا بقلوب خفاقة، تسلوها أحلام بحيوات أكثر انكسارًا من حيواتنا.
الوسوم:
تنويعات